كيف يدمر المدمن اسرته

by 4:55 م 0 التعليقات
 اضرار المدمن علي اسرته

كيف يدمر المدمن اسرته

غالبية الشباب الذين يدمنون المخدرات يقولون البداية كانت "البيت"

لا توجد أسرة تعيسة أكثر من الأسرة التي في بيتها مدمن، فالأسرة التي يعاني أحد أعضائها من أي مرض عضوي حتى لو كان فشل كلوي أو سرطان، فإنها تعيش في أمان عن الأسرة التي بها عضو مدمن ،

وتتفاوت الأخطار إذ كان المدمن أعزبًا أو متزوجًا أو متزوجًا ويعول، وإذا كان المدمن له علاقات اجتماعية كبيرة أو لا، وإذا كان في موقع مسئولية كبيرة أو لا.

ويبتز المدمن دخل الأسرة ولو على حساب قوتها الأساسي، ولا يكف عن الكذب والخداع والاحتيال والسرقة، فيفقد الأسرة اتزانها، وتهتز ميزانية الأسرة..

ويفقد المدمن الاتصال بينه وبين أسرته، فلا يهتم بهموم الأسرة، ولا يفرح لأفراحها، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. لا يلتفت إلى مشاكلها، ولا يحزن بأحزانها ..

المدمن يفقد دوره من تحمل المسئولية الواقعة على عاتقه.. إنه يحتاج إلى بديل يحمل عنه المسئولية. بل ويحمل مسئوليته هو شخصيًا.. يقول أحد الآباء المدمنين الذي يحمل مسئولية أسرته

" أنا كنت اسيبهم في البيت من غير أكل ولا شرب، وأروح اشتري برشام، وكنت لابس ذهب بـ8 آلاف جنيه، وبعته، وشربت به وانصرفوا في أسبوع "

المدمن يقتل نفسه اولا

المدمن يسير في طريق الانتحار بخطوات واسعة.. كم يكون حزن والديه وأخوته عليه إذ يندبونه يومًا فيومًا حتى يقضى نحبه.. هذا إذا كان المدمن هو الابن أما إذا كان المدمن هو الزوج والأب فحتمًا لن يحطم نفسه بل سيحطم من حوله أيضًا ،

فهو يقدم القدوة في أسوء صورها، وتهتز معه معايير الأبوة، وتنهار الصورة الحلوة للأبوة أمام الأبناء المساكين. أما الزوجة التي تحتمل فوق طاقتها وتتعرض للأذى المعنوي والبدني من زوجها المدمن الذي يبحث عن المخدر بجنون ،

وعند تدخل أحد الأقرباء أو الأصدقاء ليهون على الزوجة معاناتها فقد يحدث ارتباط عاطفي بينهما، وتزداد الطينة بله، ويضيع الأبناء بين أب مدمن يدمرهم وأم مطحونة ومشتته وتعيش في صراع ولابد أن تهملهم، وبين هذا وذاك تتحطم سمعة الأسرة الطيبة.

المدمن بلا ضمير

ويفقد المدمن ضميره، حتى أنه قد يدفع زوجته للإدمان لتشاركه آلام ومتاعب الإدمان، فيحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة صبي فلسطيني طُرِد مع أبيه من وطنه سنة 1967م وعاش في مخيم اللاجئين تحت سفح أحد جبال العاصمة الأردنية ،

ومات أبوه فصار وحيدًا، ولكنه صمد وتحدى الظروف القاسية، وتفوق في دراسته وهو يعول نفسه، فيستيقظ فجرًا يبحث عن الزجاجات الفارغة في أكوام النفايات وينظفها ويقوم ببيعها، ووفر له ياسر عرفات مكانًا في طب القاهرة ،

وحصل على بكالوريوس الطب ، وعمل طبيبًا في مصر، وتزوج ورزق بولد.. بسبب طموحاته الكبيرة سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على الدكتوراه.. أما عن كيفية دخوله الإدمان فيقول "وذات يوم أصابني أرق شديد، ولم أنم ،

وذهبت إلى الجامعة مرهقًا.. شكوت حالتي لصديقي الأمريكي فأعطاني حبوبًا بيضاء مهدئة، وعندما عدت إلى غرفتي تناولت حبيتين.. بعد دقائق شعرت بسعادة وهدوء ونسيت كل شيء .

التفكير في زوجتي وابني الرضيع (اللذان في مصر) ورحت في نوم عميق، وفي الصباح قمت من النوم بصعوبة وذهبت إلى الجامعة، وتمكنت من استعادة نشاطي، وعدت إلى الغرفة.. استذكرت دروسي.. حاولت أن أنام فلم أتمكن فأخذت حبيتين ،

وهكذا حتى انتهت الحبوب، وفي الجامعة سألت صديقي عن اسم هذه الحبوب لأشتريها من الصيدلية فقال لي "L.S.D".. فأدرك أنه تناول نوعًا خطيرًا من المخدرات، وقرر الامتناع عنها، ولكنه أُصيب بالأرق ولم يتذوق النوم لعدة أيام، فشكى لزميله الطبيب الأمريكي فحقنه بهذا العقار اللعين بدلًا من الحبوب، وهكذا صار مدمنًا

وفشل هذا الطبيب في الحصول على الدكتوراه، وعاد إلى مصر ليقبل ترابها، ويرتمي في أحضان زوجته ووالدها وأخوتها وهو يبكي. ثم دخل غرفة النوم وأخذ جرعة كبيرة من السائل الذي أحضر منه كمية وافرة ،

وخرج للصالة، فيقول "بعد دقائق من جلوسي معهم ابتسمت بلا سبب. ثم ضحكت ثم قهقهت.. أشرت إلى والد زوجتي بيدي وأنا في غاية السعادة والمرح وقلت: هذا قرد الأسرة، وطلبت منه أن يقفز على الحائط الذي يتحرك (بحسبما تهياء له) .

وطلبيت من شقيق زوجتي أن يمسك برأسه الذي طار وعُلِق في السقف (بحسبما تهيأ له).. وعلموا أنه صار مدمنًا، فعقدوا له مجلسًا، وطلبوا منه أن يبدأ مرحلة العلاج أو يطلّق ابنتهم، وعندئذ سيبلغون عنه الشرطة، فأبدى موافقته على الحل الأول ،

ولكنه خشي أن تتسرب أخباره إلى زملائه، وتصير مثال أحاديث الصحف والمجلات والتليفزيون إذ كيف يدمن وهو طبيب عقار الهلوسة، وفكر في فكرة شيطانية إن يوقع زوجته في الإدمان، فكان يضع لها الهيروين سرًا في الشاي وفي الطعام .

 بل أنه فكر في وضع قليل منه في غذاء ابنه الطفل الصغير، وعندما شعرت الزوجة يومًا بآلام لا تحتمل في مفاصلها مع صداع شديد قدم لها مسحوقًا أبيض لتستنشقه قال عنه أنه إسبرين، وصدقته زوجته وأخذت جرعة الهيروين ،

وفي اليوم التالي عندما انتابتها نفس الأعراض عرض عليها نفس المسحوق مذابًا في الماء في سرنجة، فأدركت ما فعله زوجها، وصرخت في وجهه " حولتني إلى مدمنة يا..

" فضحك كثيرًا، وأخذت طفلها ورحلت، وبعد قليل اقتحم رجال الشرطة شقة الطبيب، وقادوه للقضاء الذي حكم عليه بسبعة سنين سجن"

المدمن يتخيل الوهم حقيقة

وكما أن المدمن يفقد ضميره، فإنه يفقد عقله أيضًا حتى يتصور أن الوهم حقيقة، فيحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة رجل الأعمال الذي أمضى في فنادق العالم أكثر مما أمضى في بيته.. يعمل ويجد ويجمع الثروة من أجل ابنه وزوجته الجميلة ،

وفي إحدى رحلاته وكان يحلم بالعودة إلى مصر ليصحب أسرته في رحلة حول العالم، وإذ بجرس التليفون يضرب، وشقيقه يطالبه بالحضور الفوري إلى القاهرة.. عاد ليجد الكارثة، وتوجه مع شقيقه إلى المشرحة ليتسلم جثة زوجته المخلصة التي أحبها كثيرًا ،

وبعد أن انتهت مراسم الجنازة ذهب إلى القسم ليلتقي بابنه الذي جلس يعترف قائلًا " لقد عرفت منذ عامين الهيروين للتسلية والجنس، ولم يعد يسليني بل يصيبني بالاكتئاب، ولم يعد لي أي قابلية للجنس.. كانت مجموعة معي ،

منهم من ترك عمله ومنهم من ترك جامعته.. وعشنا للهيروين، وقتل فينا الهيروين كل شيء: الطموح والخُلق، ودفعنا جميعًا إلى الجريمة.. سرقنا.. كم سرقت أمي؟ وكم هي اتهمت الشغالة، وكم دفعتني الحاجة إلى اختراع القصص والنوادر ،

حتى أحصل منها على مال يكفي ما نحتاجه من هيروين. ثم اكتشفت أمي إنني أتعاطى هيروين، وهددتني بأنها سوف تبلغك إذ لم أتوقف، ولم يكن لدي الرغبة في التوقف، إدعيت إني توقفت، ولكن كل تصرفاتي تفضحني.. زادت حاجتي أيضًا للمال والذي بدأت تمنعه عني بقسوة، وطلبت مني أن أدخل إحدى المصحات للعلاج إلاّ أنني رفضتُ، وألحتْ، وكنت وقحًا في رفضي..

حتى كان يوم الجريمة.. كنت في حاجة ماسة إلى المال لأشترى هيروين لي ولأصدقائي، وطلبت منها ألف جنيه، وأخبرتها إنني صدمت سيارة بسيارتي، ولكنها رفضت.. وإذا بالحاجة إلى الهيروين تدفع إلى رأسي فكرة جنونية .. 

هددتها بأنها إذا لم تدفع لي الألف جنيه فسأخبرك بأنها على علاقة برجل، فصفعتني وبصقت في وجهي.. وإذ بهذه الفكرة الجنونية الكاذبة تتحول إلى شبه واقع أمامي، وأن أمي.. حقًا.. على علاقة برجل آخر غيرك.

هكذا صوَّر لي الهيروين الوهم حقيقة

وتضخمت الأمور أمامي، وتصوَّرت ما يحدث بين عشيق وعشيقته، والعشيقة هنا أمي.. ومرَّ أمام عيني شريط من الوهم وكأنه الواقع.. إذًا هذه المرأة التي هي أمي يجب أن تموت.. وأسرعت إلى المطبخ، وجئت بالسكين ،

وطلبت الألف جنيه من هذه الخائنة.. فرفضت.. فكانت الجريمة البشعة.. وماتت أشرف امرأة في الوجود".

وإذ بالابن يصرخ ويكرر " أنت السبب.. أنت السبب.. أمي أشرف امرأة في الدنيا " وأُصيب الابن باللوثة العقلية، فتم إيداعه بمستشفى الأمراض العقلية قبل محاكمته، وتبرع الرجل بالثروة الضخمة التي جمعها لإدارة مكافحة المخدرات، وظل يعيش في حسرة ما بعدها حسرة.

المدمن انسان مريض بلا نخوة

والمدمن إنسان فقد كل إحساس وتساوت أمام عينيه كل الأمور سواء الشرف أو الرذيلة، ويحكي الدكتور عادل صادق قصة فتاة جميلة فيقول "جاءت إلى عيادتي فتاة صغيرة جميلة أنهت تعليمها الجامعي وبدأت حياتها العملية لتساعد أسرتها .

التي بدأت أحوالها تتدهور في تدهور مباغت طرأ على والدها -رب الأسرة- الذي يشغل مركزًا مرموقًا أتاح لكل أفراد الأسرة العيش في بحبوحة وهناء سنوات طويلة.

ولم تفهم الصغيرة في البداية ماذا أصاب والدها الذي صار شاحبًا نحيلًا زاهلًا.. ساخطًا متبرمًا ومنسحبًا مستسلمًا في أحيان أخرى (لماذا؟).. وقيل لها من أمها أن مرضًا غير معروف أصاب أباها ،

وأن عليها أن تعمل لتساهم في إطعام الأسرة بعد أن أهمل عائلها عمله.. ولأنها كانت صغيرة وجميلة فقد وفقت لعمل في شركة خاصة يدر عليها راتبًا كبيرًا كل شهر استطاع أن يسد كل احتياجات الأسرة الأساسية.

ولأنها كانت صغيرة وجميلة فقد تعرضت لمداعبات غير بريئة ونداءات صريحة من أحد أصحاب الشركة.. ولأنها كانت ذكية أيضًا وكانت في احتياج ملح للراتب الكبير فإنها استطاعت بلطف حازم ورقة حازمة أن تصده، ولكنه ظل واقفًا على أعتاب الأمل متشجعًا بلطفها ورقتها، متجاهلًا حزمها وحسمها..

واشتكت لأمها التي طالبتها بالصبر..

وحين فاض بها أخبرت أباها العليل وكأنها تستحثه أن يبرأ من مرضه ويعفيها عن العمل إلاَّ أنه أبدى لا مبالاة وما هو هذا المرض؟!! وزادت أعباءها المالية حين بدأ أبوها -سرًا-.. يطالبها ببعض من مالها المتبقي ..

في البداية أعطته -خجلًا- بسخاء وخالطها شعور بالفرح والألم.. الفرح لأنها تسدد دينها لوالدها.. والألم لأن الأيام أضعفت أباها وجعلته يمد يده لابنته..

ودهشت لأنه لم يكن يكف عن مطالبتها بالمال.. راجيًا ألا تخبر أمها بذلك - وكانت في أوقات كثيرة تعجز عن تلبية ما يطلب فكان ينصرف عنها لاعنًا ساخطًا.. ولاحظت الأم التغيرات التي طرأت على العلاقة بين الأب والابنة ،

أو بالأصح الخلل الذي أصاب هذه العلاقة حين تبادلا المواقع وأصبح الأب يقف أمام الابنة موقف المستجدى المتلهف حين ينصرف أما مسرورًا راضيًا أو زاجرًا مزمجرًا.

واضطرت الأم أن تفصح لابنتها عن حقيقة علة أبيها.. أبوكِ مدمن "أفيون" كل مرتبه ونقود أخرى يستدينها تذهب في شراء المخدر بالإضافة إلى النقود التي يبتزها منك.. وأصبحت الابنة تتهرب من أبيها.. وتراوح موقفه منها بين التذلل والتهديد.

وفاجأها يومًا في مقر عملها.. وكانت حالته غريبة.. زائغ العينين.. مرتعش الوجه متلعثم اللسان.. يتصبب عرقًا.. وأيضًا يتصبب ألمًا.. ورجاها بتذلل أحرق قلبها أن تعطيه فورًا عشرة جنيهات.

وأقسمت له أنها لا تحتفظ معها إلاَّ بجنيه واحد، فانهار وكأن صاعقة هبطت على رأسه.. وفي لحظة إستجمع بعض قواه ربما لأن فكرة جهنيمة عبرت برأسه فقال لها بكلمات تحمل في طياتها كل المعاني المخزية: أدخلي لمديرك وأطلبي منه..

وفهمت الفتاة الذكية المعاني المخزية في كلمات أبيها، وفهم هو أنها فهمت ما يعني فأبتسم ابتسامة زادته خزيًا في نظرها.. فلم تدر بنفسها وهي تنهال على صدره دفعًا بكلتا يديها، وأفاقت حين سقط على الأرض مغشيًا عليه.. ونقله المدير الشهم إلى المستشفى وعرف بقصة إدمانه، وظن أنه امتلك سلاحًا جديدًا للضغط على الصغيرة المتمنعة..

وحطمها الصراع بين أن تستسلم أو تترك عملها معرضة كل أفراد أسرتها للضياع والعار.. ولذا جاءت للعيادة النفسية.. وكانت هذه الحكاية من هذه الصغيرة أبلغ درس في موضوع الإدمان.. الأب يدفع ابنته إلى السقوط لتحصل له على المال ليشتري به "الأفيون".

أي تدهور أصاب هذا الأب.. أي خلل حطم عقله وأحرق عواطفه وأهدر أخلاقه وبعثر قيمه ولطخ شرفه.. هذا هو المدمن. استعمال المخدرات لا يؤدي فقط إلى تحطيم المتعاطي ولكنه يؤدي إلى تحطيم كل الأشياء الجميلة في الحياة.. 

وماذا أسوأ من تحطيم الفضيلة والشرف وماذا أسوأ من تلويث أقدس علاقة: علاقة الأبوة.. أن الإنسان بعد أن يقع في مصيدة الإدمان فإن إحدى الصفات التي تميز حالته هي: محاولة الحصول على المخدر بأي ثمن.. 

المدمن يفعل أي شيء من أجل الحصول على المخدر.. يسرق مثلًا.. وربما يقتل وهو يشرع في السرقة.. المدمن يدفع أي ثمن للحصول على المخدر حتى ولو كان مهر ابنته أو نفقات علاج ابنه أو شرف ابنته.. أي ثمن باهظ "

كيف يقتل الادمان اسيره المدمن

ويقتل الإدمان في المدمن كل مشاعر نبيلة، حتى أنه يفضل الجرعة التي اعتاد عليها عن حياة أعز الناس عليه، فيحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة ابن صديق له في المرحلة الثانوية ،

وعندما ذهبت الأسرة في مصيف العجمي تناول الابن المخدرات التي كادت أن تقضي عليه لأنه تناول كمية من الحبوب المخدرة القوية في حفلة مفتوحة أقامها أحد الشباب في فيلا خاصة مقابل رسم اشتراك عشرون جنيهًا.. يقول الابن " في البداية رفضت، ولكن أحدهم قال:

 أتركه أنه طفل.. ثم جاء آخر وقال لي: ما دمت في الحضانة.. فلماذا تحضر حفلة الرجال..؟ ووجدت نفسي أبتلع عددًا من الأقراص قيل أنها صليبة".. وصدمت الأم في ابنها فأصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية ونُقلت إلى العناية المركزة.. وتم إسعاف الأم، وتم إنقاذ الابن، وعادت الأسرة إلى القاهرة.


وفي ذات يوم دخلت الأم إلى حجرة ابنها، فوجدت صديقه يعطيه حقنة هيروين، فصرخت، وألقت بالحقنة من النافذة، وهرب الصديق، وأصيبت الأم بهستريا، وسقطت على الأرض وهي تردد.. قلبي.. قلبي..

 وتجمع الجيران في الوقت الذي كان فيه الزوج عائدًا من عمله وأزعجه ما رأى، فأخرج مبلغًا من المال، وأرسل ابنه ليشتري أنبوبة

"كورامين" من الصيدلية القريبة، وأتصل بطبيب الأسرة وبالإسعاف، ولم يعد الابن وتأخر الطبيب والإسعاف، وماتت الزوجة بين يدي زوجها وأخر ما تفوهت به " قتلني ابني "

أما الابن الذي أخذ قيمة الدواء، وعوضًا من أن يسرع بأنبوبة الكورامين لإنقاذ أمه من الموت.. أسرع إلى أوكار الهيروين ليأخذ الحقنة التي جاء ميعاد تعاطيها، وعندما عاد وعلم بموت أمه عاد إلى أوكاره.. ظل الأب يبحث عنه ونشر صورته في الجرائد يناشده الرجوع، وأخيرًا قبضت عليه الشرطة وهو يعمل ناضورجيًا لتجار المخدرات

ويحول الإدمان المدمن من إنسان إلى وحش كاسر، فيقول أحد المدمنين " التعاطي مش كويس، وببخلي الواحد يعمل حاجات مش كويسة لدرجة إنها بتوصل أن الواحد يمكن يتهجم على أمه وأخته "

ويحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة أليمة عن أرملة أحد المدرسين وقد اهتمت بتعليم ابنتها وابنها، وكانت تحلم باليوم الذي يصبح فيه ابنها طبيبًا أو مهندسًا أو ضابطًا، ولكنه بدأ التدخين وهو في الخامسة عشر من عمره ،

وفشل في دراسته، وانتهت حياته بالقتل بيد أمه التي قتلته ودفنته في شقتها بالدور الأرضي بمساعدة أخته 
(التي تزوجت وأنجبت طفلة)، ورفضت الأم وكذلك الأخت عن الإفصاح عن سبب قتله ،

واحتار القاضي كيف يحكم عليهما دون أن يعرف دوافع هذه الجريمة، ولجأ إلى الطفلة الصغيرة يلاطفها حتى عرف منها الحقيقة، وأخيرًا اعترفت الأم قائلة "كبر الفشل مع ابني.. أو كبر ابني مع الفشل، وذات يوم.. دخلت عليه حجرته الخاصة ،

ووجدته بكل جراءة وقسوة يعطي لنفسه حقنة هيروين، وثرت عليه، وصرخت وبكيت خوفًا عليه.. وأثناء صراخي خرج ابني المدمن وصفعني على وجهي.. نعم.. صفع أمه.. فانتزع بيده وفي لحظة واحدة كل سنوات الحب التي مضت ،

وحاولت أن أمزقه، ولكنه كان الأقوى والأقسى.. لست أنت ابني، فالذي أمامي هو حيوان مفترس.. ثم حدث تطور جديد خطير.. أصبح يأخذ ما معي من مال بالقوة، وأخذت أفكر كثيرًا.. هل اُبلغ الشرطة..؟ هل أنتظر ربما أجد فرصة لأعيده إلى صوابه.. ماذا أفعل؟

وأثناء هذا التفكير.. دخل ابني وكنا في الثالثة صباحًا واتجه إلى غرفتي، وكان منظره بشعًا يثير الغثيان.. ثقيل اللسان.. أصفر الوجه.. اختفت نضارته، واختفى معها بريق عينيه.. قال كلامًا لم أفهمه. لأول مرة أخاف من ابني.. اقترب مني بلا وعي.. مزق ثيابي..

 حاول الاعتداء علي.. أمه.. تمكنت من الإفلات من يديه، وخرجت مذعورة من بيتي، وجريت في الشوارع إلى بيت ابنتي " وأمام زوج ابنتها قالت أن لصًا هجم عليها ليسرق المنزل.. ثم صارحت ابنتها بالحقيقة، وتركت بيتها لمدة شهر ،

وبعد هذا عادت مع ابنتها وحفيدتها لعلها تجد ابنها قد مات بسبب جرعة هيروين زائدة أو أنه إنتحر، لأنه لم يسأل على أمه منذ شهر.. لم يجدوا الابن في الشقة فباتوا ليلتهم، وفي الثالثة صباحًا عاد الوحش ليكرر فعلته الشنعاء ,

ولكن هذه المرة مع الطفلة الصغيرة ابنة أخته، وعندما فشلت الجدة في انتزاعها منه أسرعت للمطبخ وأحضرت سكينًا غرستها في ظهره، وتناوبته بالضرب إلى أن سقط ميتًا، وحيث أنها تسكن في الدور الأرضي، فأشارت عليها ابنتها بدفنه داخل المنزل ،

والطفلة التي كانت تغمض عينيها خوفًا وتتصنع النوم رأت كل شيء، وأباحت به للآخرين الذين ابلغوا الشرطة.. لقد جاء حكم المحكمة بالبراءة للأخت والأم.


الادمان على المخدرات مرض يمكن علاجه والتغلب عليه والتخلص منه الى الأبد يمكنك استشارة احد اطباء مستشفى الامل لعلاج الادمان والطب النفسي على 01008968989

aboregela

التعافي من ادمان المخدرات

نحن نشعر بمسؤولياتنا تجاه مجتمعنا في مواجهة هذا المرض ونسعى من خلال موقع مصحة علاج الادمان لتقديم برامج علاجية حديثة للتغلب على المخدرات والتوعية الممكنة للأسر والأهالي التي تعانى من تبعات هذا المرض وتقديم نماذج أمل للأفراد الذين يبحثون عن وسيله جديدة للحياة بدون مخدرات وللاستشارات المجانية يرجى التواصل معنا على 00201008968989 نحن نقدم الدعم وفى سرية تامة .

0 التعليقات:

إرسال تعليق